غير مصنف

عروسة قرية المجاذيم

المستقلة خاص ليمنات

كان لأحد الفلاحين جارية تعمل في المنزل لأن زوجته كانت تعاني من مرض مزمن جعلها طريحة الفراش، فكانت هذه الجارية التي كان اسمها نورة تقوم بكل أعمال المنزل، حيث تحضر الطعام، وتنظف المنزل، وكانت تذهب كل صباح لجلب الماء من البئر الذي يبعد عن القرية مسافة طويلة، وذات يوم وعندما خرجت فجراً لجلب الماء، اعترض طريقها ثلاثة من شباب تلك القرية وحاولوا استدراجها لممارسة الفاحشة معها، لكنها قاومتهم بشدة حينها بدؤوا بالاعتداء عليها، حيث كسروا الجرة التي كانت فوق رأسها واغتصبوها بالقوة، ثم تركوها ومضوا، وبقيت هي في مكانها تصرخ وتبكي بصوت مرتفع، وبعد قليل وجدتها بعض البنات من القرية ممن ذهبن لإحضار الماء مثلها، حاولن أخذها معهن إلى القرية لكنها رفضت، لأنها كانت تعاني بسبب الضرب والاغتصاب من آلام كثيرة ولأنها كانت خائفة من الرجل الذي تعمل في بيته ومن كلام الناس عليها، وخائفة على نفسها بعد أن هددها الشباب بقتلها إذا تكلمت عنهم، وبعد مدة من الوقت جاء صاحب المنزل ومعه بعض جيرانه، وبدلاً من استلطافها ومداواة جراحها قاموا بضربها وحملوها إلى المنزل، وتجمع الناس حولها وهم يسألونها عن الذي فعل ذلك بها، لكنها خافت أن تخبرهم لأنها مهددة بالقتل فصمتت ولم ترد عليهم، وكان الشباب قد استعانوا ببعض بنات القرية ليشهدن أنها كانت في علاقة مع أشخاص من قرية بعيدة، وأن هؤلاء الأشخاص اختلفوا فيما بينهم وتصارعوا ثم قاموا بضربها، فشهدت البنات بذلك زوراً وبهتاناً، فتجمع أهل القرية مرة ثانية وسحبوا نورة إلى خارج المنزل وضربوها ضرباً شديداً ثم أو عزوا إلى الأطفال رميها بالحجارة، فكان الدم يسيل من جميع جسدها، ورفضوا أن يقدموا لها الطعام والشراب، بل قاموا بإلقائها خارج القرية وهي في حالة غيبوبة وتكاد روحها أن تفارق جسدها، وظلت من ظهر ذلك اليوم ملقاة على الأرض حتى الليل، عندما مر مجموعة من الناس بجانب تلك القرية، وجدوها، شبه ميتة فرشوا وجهها بالماء وقاموا بوضع قطرات من الماء في فمها، ففتحت عينيها وبدأت تئن من شدة الجراح والآلام،  المثخنة في جسمها فحملها هؤلاء الناس معهم في القافلة حيث انهم ينتمون لقرية بعيدة، وفي منتصف الطريق حاولوا الالتفات إلى الناقة التي تحملها لإطعامها..

لكنها كانت قد اختفت ولم يعثروا لها على أثر، فاستغربوا من ذلك، فالناقة التي تحملها كانت في وسط القافلة وليس في آخرها حتى تتخلف عنهم، ثم واصلوا مسيرتهم.. وبعد عدة أشهر توفيت زوجة صاحب المنزل الذي كانت الفتاة تخدم فيه، وتم دفنها، وفي المساء سمع أهل القرية صوتاً غريباً من  داخل القبر يشبه الاستغاثة، وكانوا كلما اقتربوا من القبر يصمت هذا الصوت.. وبعد شهرين تزوج صاحب المنزل بفتاة صغيرة السن وعندما دخلت  المنزل وحاولت النوم فزعت ورفعت صوتها بالصراخ الذي سمعه الجيران حاول زوجها تهدئتها، ثم عادت لتنام ولكنها صرخت مرة أخرى..

وهكذا كان يتكرر صراخها كلما غلبها النوم وعندما سألوها عن سبب صراخها قالت إنها ترى في منامها أحلاماً مخيفة تشاهد ثلاثة شبان ينتشر في جميع أجزاء أجسادهم الطفح والدماميل وينزل منها القيح وأشكالهم بشعة جداً، وتحت أرجلهم فتاة تصرخ في وجهها وتقول لها لن تنامي حتى أنام..

لن تنامي حتى أنام، فيحاول الشباب خنق العروسة فتصيح وتفزع.. فلم تنم في تلك الليلة.. وقال لها زوجها هذا يحدث لأنك غريبة وأول مرة تنامين في البيت، وفي الصباح وبينما كانت أمام المنزل، صرخت بقوة وهي ترتعش من الخوف فتجمع الناس حولها وسألها زوجها عن الذي أصابها، فأشارت إلى ثلاثة من الشباب وقالت هم الذين لم يتركوني أنام..

ولم يكن ليهتم بكلامها أحد لولا أنهم رأوا في وجوههم لأول مرة ما تكلمت عنه في الليل حيث تظهر عليهم الطفح والدماميل وينزل منها القيح، وبعد تهديد الشباب من قبل صاحب البيت اعترفوا بجريمتهم حيث أنهم خافوا مما أصابهم، فطردهم أهالي القرية وقالوا لهم أنهم سيقتلونهم لو عادوا ولكن كان ذلك بعد فوات الأوان حيث أن العدوى سرعان ما أصابت أهل القرية التي عرفت من ذلك اليوم بقرية المجاذيم بعد أن أصيب جميع أصحاب القرية بالجذام ماعدا العروسة، التي قام اهلها بتطليقها وأخذها إلى منزل والدها في القرية المجاورة.

زر الذهاب إلى الأعلى